الـصـفــحــة الــرئـيــسـيــة > مــع حــيــاتــنــا و الآخــرة > الغضب من الشيطان الرجيم
«الموضوع التالي | الموضوع السابق»

الغضب من الشيطان الرجيم

 

الحمدلله حمدا كثيراً مباركاً طيباً ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، سيدنا وحبيبنا وشفيعنا ، المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه الكرام البررة ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.
 
 
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصيني ، قال لا تغضب فرد مرارا قال: لا تغضب . أخرجه البخاري ، كتاب الأدب .


فسر الإمام احمد وإسحاق بن رواهية حسن الخلق بترك الغضب، فالمراد أن لا نعمل بمقتضى الغضب إذا حصل لنا ذلك بل نجاهد أنفسنا على ترك تنفيذه، فإن الغضب يعمي ويصم ويصبح هو الآمر و الناهي له فإذا ما سكن المرء وتحكم في نفسه فكأنه لم يغضب لقوله تعالى: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴿37﴾ الشورى .


ولقوله:﴿133﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿134﴾ آل عمران .


وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أدوات امتصاص الغضب وردعه، ومنها التعوذ من الشيطان الرجيم لقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة ، لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). أخرجه البخاري كتاب الأدب .


ومنها أيضا الجلوس فإذا كان الرجل قائما فليجلس ، فإن القائم متهيئ للانتقام ومنها إن كان جالسا فليضجع فإن المضطجع ابعد عن العراك والانتقام منه من الواقف والجالس ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو ذر .


ومنه كذلك السكوت ، لان الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال هذا الشر كله عنه ، وقد اخرج الإمام احمد من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (علِّموا ، ويسروا ، ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت).


ومنها التوضؤ ، فإن الغضب من الشيطان والشيطان خلق من نار ولا يطفئ النار إلا الماء لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) رواه أبو داود .
 
 
قال الحسن : أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان ، وحرمه على النار ، من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب .

 




الملف الإسلامي 2010-2023
isfi.info