الـصـفــحــة الــرئـيــسـيــة > مــع حــيــاتــنــا و الآخــرة > هو خلوق وفاضل ويكتب في المنتديات.. ولكن يا للأسف!
«الموضوع التالي | الموضوع السابق»

هو خلوق وفاضل ويكتب في المنتديات.. ولكن يا للأسف!



الحمدلله حمدا كثيراً مباركاً طيباً ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، سيدنا وحبيبنا وشفيعنا ، المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه الكرام البررة ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.

 
أخي الفاضل وأختي الفاضلة.. لا أخالكم إلا وتعرفونه.. إنه ذلك العضو الفاضل صاحب الخُلق والاستقامة.. صاحب المشاركات المتعددة والمتنوعة.. صاحب الرسائل الخيرة.. صاحب الماسنجر الذي لا ينفك عن بذل الخير والمشورة.. صاحب المشاركات المتميزة في البالتوك!

ولكنه ويا للأسف.. غفل ونسي؛ بل تغافل وتناسى حق هو من أعظم الحقوق بل أعظمها بعد حقه سبحانه وتعالى..

نعم؛ إنه يحاورك ويشاركك الطرح بأسلوب وأخلاق عالية وسامية.. ومع ذلك فتلك الأخلاق وهذا السمو يضيق عن أمٍ وأبٍ لطالما سهرا وتعبا وبذلا ما في وسعهما من أجله.. حتى دخوله لهذه الشبكة والده ليس غيره هو الذي يدفع ويسدد دونما مبالاة من هذا الأخ الفاضل الذي يفترض أن يكون سباقاً في معرفة حقوق الوالدين..
 
أيها الأخ.. إنهما.. لا ينتظران منك أن تحملهما فوق عاتقك لتحج بهما.. ولا أن تطوف بهما الفيافي والقفار.. ولا أن تصنع مالا تقدر عليه..

إنهما ـ أيها الأخ الحبيب ـ ينتظران منك التقدير والاحترام.. ينتظران منك ولو بعض ما تتفضل به من لطيف العبارة ومعسولها عبر المنتديات والماسنجر والبالتوك..

إنهما ـ أخي
ـ ينتظران منك ما أمرك الله به سبحانه وتعالى من الإحسان لهما والمصاحبة بالمعروف وبذل الخير لهما..  أتريد يا رعاك الله أن أذكر لك بعضاً من المواقف؟!
لك هذا يا رعاك الله..

فلان من الشباب..
 
رائع جداً بكتاباته ودماثة خلقه وطيب حديثه.. ولكن هذا كله في الشبكة وفي خارج المنزل فقط.. فتراه عندما يطلب منه صاحب له عبر الماسنجر أو في المجموعة أو في المدرسة والجامعة .. و ..و.. وحينما يطلب منه أي شيء تراه يبذل ويسارع لتنفيذ ما يستطيع..
أما أمه التي تطلب منه أن يوصلها إلى منزل جدته أو إحدى قريباته أو تطلب منه أن يحضر لها طلباً لا يأخذ من الوقت ولا عُـشر ما يأخذه الماسنجر.. تجده يرفض أو يستثقل هذا الطلب أو يطلب منها أن تطلبه من أخيه أو من والده..
فيا سبحان الله!!
 
وتلك الفتاة..

التي تقضي من الوقت خلف الشاشة الشيء الكثير.. وتكتب وتشارك بأسلوب قلّ أن تجد مثله وتراها ترد وتعلق بأدب وأخلاق غاية في السمو.. تجد هذه الفتاة نفسها يرتفع صوتها على صوت أمها وهي ترفض إعداد طعام أو ترتيب بيت..الخ

ولعل القاسم المشترك بين الفتاة ومن سبقها هو طيب الحديث مع كل أحد سوى الأم والأب والأخ والأخت.. وهو كذلك ـ أي القاسم المشترك ـ تقديم الخدمات وبذل الخير لكل أحد ما عدا الأم والأب..
فيا خسارة من ضيع هذه الأم..
فيا خسارة من ضيع هذه الأم..
فيا خسارة من ضيع هذه الأم..
ويا خسارة من ضيع هذا الأب..
ويا خسارة من ضيع حقهما وبرهما..
وبئس والله الشاب والفتاة يبذلان من الخير الشيء الكثير ثم هما يضيعان هذا الحق العظيم والواجب المتعين!


وإن أعجب.. فعجب ـ والله ـ أمر ذلك الشاب الذي يرفض أن يوصل أمه للمستشفى لأجل موعد لها في إحدى العيادات.. وفي الوقت نفسه يتلقى اتصالاً من صاحبه الذي يطلب أن يوصله وأمه للمستشفى ذاته من أجل الكشف على أمه.. ثم هو يرحب أشد الترحيب بصاحبه ويعلن موافقته بصدر منشرح في حين أنه يرفض الطلب من أمه..!

وأعجب أشد العجب من تلك الفتاة التي تترك والدتها غارقة في أشغال المنزل وهي تجلس الساعات في اللهو والعبث وإن طلبت منها صديقتها مساعدتها هبت وانطلقت مسارعة لمساعدتها تاركة والدتها وحدها
فهل يعدل هذه الخسارة خسارة؟!
وهل يعدل هذا الجحود جحود؟!!


قال تعالى :
" وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً.."
وقال سبحانه :
" يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين.."

وقال سبحانه :
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً.."

وقال سبحانه :
" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً.."
وقال سبحانه :
" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً "
وقال سبحانه :
" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي.. "
وقال سبحانه :
" ووصينا الإنسان بوالديه حسناً "
وقال سبحانه :
" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً.."
وقال سبحانه :
" ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين"



نسأل الله أن يرزقنا البرّ بوالدينا والإحسان إليهما.. ورسم السعادة على محياهما وبذل الغالي والنفيس في ذلك.. ونسأله سبحانه أن يرزقنا العمل بأمرهما والوقوف عند نهيهما في طاعة الله تعالى.. وأن يقر العيون بصلاح والدينا وأنفسنا وأزواجنا وذريتنا وأقاربنا والمسلمين.. كما نسأله سبحانه أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يولي عليهم خيارهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 




الملف الإسلامي 2010-2023
isfi.info